الخميس، 19 نوفمبر 2009

العذرية والحرية والعنصرية

قد يبدو الجمع بين العذرية والحرية والعنصرية غريباً
لكني أضعها في بوتقة واحدة لارتباطهم بموضوعي وهذا ما سوف احصره في بعض الآراء التالية التي وجدتهم من تعليق هنا وهناك أو مقالة أو نقاش ..
فقد التزمت الصمت لفترة لا بآس بها في ذلك الموضوع بالذات مع وجود وجهات نظر كثيرة تنتقل من النقيض إلي النقيض و تتدرج من الشدة إلي اللين ..

بعض مدعوا الحرية يقولون لا بأس إذا تزوجت الفتاة بدون عذريتها .. لكنهم في الحقيقة لا يقبلون هذا على الإطلاق .. فهم يطبقون الحرية على أنفسهم فقط ولا يسمحون بأن تخالف المرأة المرتبطة بهم مثل الأم والأخت والزوجة المجتمع .. وأيضاً يخافون على مظهرهم بالطبع بين أقرانهم .

بعض الأحرار المتعصبين يستنكرون أن تكون الفتاة المؤمنة بالحرية عذراء بل أن بعضهم يذهب لاعتبار العذراء" في تعميم صارخ" عاهرة .. بالنسبة لهم مازالت تحتفظ بعذريتها المادية لكنها تتنقل بين اذرع الرجال وتفعل ما يحلو لها ..

بعض الرجال الذين يعتقدون أن رجولتهم لا تكتمل من دون عذرية الزوجة أو الأخت أو الابنة ..
يعترضون ويعتبرون من يسمح بحرية المرأة وحقها.. ديوث !
وهذا في العموم الرأي الذي يتجه إليه معظم المجتمع الشرقي رغماً عن انتشار عمليات الترقيع والغشاء الصيني "أبو دم منه فيه "
ويعتبرون أصحاب الرأي المخالف أو المطالبين بتحرير المرأة من تلك الأعباء هم مجرد متآمرين يردون هتك عرضها وبيعها كسلعة ..
مع تحويلهم لمفهوم الممارسة الجنسية إلى مجرد سلعة والفتاة إلى دمية غبية لا تفهم مصلحتها وترضى على كرامتها وجسدها بالبيع والشراء ..


لنترك تلك الآراء الآن فلجميع هنا يفكر نيابة عن المرأة أو من ناحية أخرى يسجن ويحاكم المرأة .. ولم يتوقف أحدهم للتفكير لحظة بأن المرأة هي إنسان أيضاً له نفس الحقوق والواجبات ويستحق أن يقرر مصيره بعيداً عن تعنت بعض الشرقيين وتشدد بعض المنادين بالحرية !


اذكر أنى رأيت مرة في برنامج أمريكي فتاة جميلة تفضل الاحتفاظ بعذريتها حتى الزواج ...
البعض قد تعجب من القرار لكن لم يدينها أحد ..
لم يقل لها المجتمع المنحل في نظر البعض و اليوتوبي في نظر البعض الآخر إنها مخطئة أو مصيبة !
وعلى الصعيد المقابل لها .. نجد أن من تمارس الجنس ضمن علاقة لا يحاكمها أحدا أيضاً .. تبعاً لمجتمعهم بالطبع !

بعيداً عن الآراء السابقة حيث يشوبها التطرف والعنصرية ضد المرأة .. و عن مدعوا الوسطية الذين يقولون شيئاً ويفعلون عكسه إرضاءً لنظرة المجتمع والتيار السائد فيه .
وبعيداً عن اعتبار الغرب مقياس ... فهو في النهاية يحوي مميزات وعيوب مثل أي مجتمع آخر ..
ومع احترامي للآراء التي رصدتها وقدمتها هنا .. إلا أنى لم استطع بلع العنصرية المتواجدة فيها بالرغم من أن كل رأي من الآراء السابقة قد يضيف وباعتزاز انه هكذا قد كرم المرأة وأعطاها حقوقها وعجبي

فالعذرية تخص صاحبتها فقط .. وهي الوحيدة التي يحق لها اتخاذ قرار ممارسة الجنس من عدمه مثلها مثل الرجل بالضبط ..
فهي ليست اقل من الرجل وليست افضل أيضاً .. المرأة مساوية للرجل تماماً .. لذا توقفوا عن تكتيفها يا مدعوا الرجولة والشرقية والغيرة .. وتوقفوا عن تقطيعها يا حاملو مشاعل الحرية المزيفة ..
اتركوا المرأة تقرر ما تريد .. فهي ليست بطفل يحتاج إلى حماية أو توجيه .. فتكريم المرأة الحقيقي يبدأ عن طريق اعتبارها إنسانة قادرة على أن تتخذ قرارات حياتها دون نظرة قبلية من مجتمع أو نقد قاسي من إنسان يدعي انه حر

العذرية من عدمها لا تقلل أبدا من المرأة ولا تزيدها شرفاً ..
والحرية ليست بتركها أو التمسك بها ..
والعنصرية حين نتحكم أو نحكم على إنسانة كونها عذراء أو لا
والقرار في النهاية حق للمرأة وحدها

هناك 8 تعليقات:

غير معرف يقول...

اعتقد ان المراة هي التي تقرر فعلا ذلك في الواقع -تقرره لابنتها او لنفسها- وغالبا تتجه لطاعة التقاليد التي فرضها الطرف الاقوي في معادلة المجتمع والنابعة من رغبته في السيطلرة وحصر دور المراه في ركن واحد من الحياة

legionario gris يقول...

ان كلمة virgin التي معناها عذراء هي قدمت من الفعل virgo ومعناها امرأة صغيرة بالسن

Unknown يقول...

رائعة كعادتك

لاديني يقول...

العذرية لا شأن لها بالشرف ، بل هي شأن شخصي محض.

المرأة بشر لها حق ممارسة رغباتها تماماً مثل الرجل وربطها بمعيار جنسي مقزز كالعذرية يحولها من إنسانة إلى بضاعة واجبة التفحص قبل الاقتناء.


المفاجأة أن العذرية لم يعد لها علاقة مباشرة بالجنس حتى!

فبعد القدرات الطبية الترقيعية بالإضافة إلى المفاهيم المستجدة لطرق ممارسة الجنس ، أصبح اعتبار غشاء ما معيار للتقييم هو نوع من الغباء المستحكم.


أعجبني المقال كونه كُتب بقلم نسائي يعرف جيداً ما يتحدث عنه ، فأصبح له تأثير أكبر.

مدونة سعيد باكتشافها...

Layaly يقول...

cortex :
للآسف تربي المرأة ابنتها على ما تشربته من تعاليم المجتمع وهكذا دواليك .. ولن أنكر أنى شخصيا لازالت متأثرة بالكثير من عادات المجتمع .. بحكم التربية والتشبع منذ الطفولة بالثقافة المحيطة .. لكن عندي أمل أن يتحقق التحرر من كل الأشياء التي تميز المرأة وتحصر دورها في جسدها مستقبلاً ..
فقد نستطيع وقتها الانتقال للأمام بحق ..
دمت بود

C J CAESAR:
شكراً عزيزي على التوضيح والمرور العطر ..
دمت بود

Fithaghors :
فيثا العزيز :) .. شرفتني بمرورك الكريم
دمت بود

لاديني :
وأنا سعيدة اكثر بمرورك عزيزي ...
دمت بود

rocker يقول...

المشكل لييس بحد داته في الرجل او في لمراة بل في المجتمع ككل و كدا التقاليد و تشبة بدين كان مؤسسه(محمد)من ابرز المغتصبين والمنتهكين للجنس الاخر

Layaly يقول...

.. rocker
اعتقد انها طبيعة مجتمع رافض يتغير .. وصعب يتغير في ظل الظروف اللي هو فيها !
مع مناخ متعصب احادي التفكير !
ودين صحرواي محرم كل شيء فيه حياة او بهجة
طبيعة كلمة "شرف" اللي انحصرت في اللي ما بين رجلين اي امرأة !
ده غير كلمة " تكريم المرأة " اللي مقتنعين انها حقيقة !
واللي اعتقد انها لو اتبدلت "لتحقير المراة" هاتكون صادقة ومعبرة عن الواقع اكتر !

سعيدة بمرورك وتعليقك
كل الود

Unknown يقول...

الشرف هو هو, للرجل او المرأة, فلا الرجل ولا المرأة يقبل ان يكون له شريك يأوي اليه ويشاركه فيه آخرون.
ارفضوا العهر من الرجال والنساء معا.
>>ودين صحرواي محرم كل شيء فيه حياة او بهجة
بل دين يهذب طبائع الانسان, التي لو تركت لما جلبت عليه الا الشقاء.
اظن ان كثير من هذه الاراء لاناس بعيدون عن التجارب القاسية التي يعيشها الغرب, لو رأيتم كيف يفرح الناس بالدين الحق بعد طول حرية, ولا شئ يدعوهم -بطبيعة الحال- ان يحرموا على انفسهم بهجة الحياة وهم امتلكوا ناصيتها, لو رايتوهم لربما اعدتم التفكير في الامر.