الجمعة، 2 أكتوبر 2009

مذكرات ملحدة … محجبة (2) !!!!ـ

التنويه المعتاد : أنها مجرد مذكرات تخصني وحدي ، أحداثها حقيقة مع التغير قليلاً للحفاظ على شخصيتي الحقيقية !
لا يوجد عندي مكان هنا لمدافع عن الحجاب أو مناقش للدين الإسلامي والآلهة .. ولا لغاضب ساخط يتمني أن تخُسف الأرض بي !
أو أن احرق في جحيم إلهه السادي !

مقدمة :
في البداية تحيرت ، هل أبقى على كلمة محجبة بعد خلاصي منه أخيراً ،
أم احذفها من العنوان !
لكن ما أفزعني أن الحجاب ليس بقطعة قماش غطيت بها شعري لثلاث سنوات تقريباً ، الحجاب هو ما اثر في كإنسانة ، وخوفي من المجتمع الذي لا يري في إلا عورة !
فقد قمت بتغطية نفسي تماماً من الداخل ، موهمة عقلي أنى أقوم بالصواب
في محاولة للعثور على الإله المفقود .
قد يكون قرار ارتدائه من الأساس حدث بترغيب وضغط من الاصدقاء وبعض افراد العائلة مع رغبة مني في المحافظة على القليل من أيماني المشبوب بالشكوك !
لكني أعيب على نفسي رضوخي له ،خصوصاً مع شخصيتي المعروفة بالاستقلال والقوة والعناد !
وأنا أعتذر في البداية فقد لا يكون ذلك الجزء طريف مثل الذي سبقه ، فهو يحتوي بشاعة وجه المجتمع ، وتناقض الخائفين منه !

---------------------------------------
حديث أتبادله مع أمي ..احكي فيه لها عن حلم أفزعني ..
أمي : واضح انك بتعملي حاجة غلط و ربنا مش راضي عليكي فيها !
أنا في سري : أيه اللي ضربني في نافوخي أني اقولها ..
انا اللي جبته لنفسي ..!
أنا : ماما أنتي عارفة أنى مش بعمل أي حاجة غلط !
أمي : أنا عارفة يا حبيبتي وعمري ما اصدق عليكي أي حاجة .. أنا بثق فيكي كأني بثق في نفسي .. أنا بس بقول يمكن ربنا مش راضي عنك .. صلي يا ليالي وقربي منه يمكن ده إنذار ليكي .
أنا في سري : هو ربنا مش فالح غير في انه يبعت ألغاز أو أحلام علشان يقولي اعبده !
هي ديه كل علاقته بعباده .. !
مافيش أي حلول حقيقة ، مجرد تلمحيات تتفهم باختلاف من شخص للتاني ، والهدف عبادته !
ثم استدرج في سرعة
أنا : أو ممكن علشان بفكر في موضوع ****** كتير ..
هي مطمئنة نفسها : ممكن بابنتي .. بس أنتي صلي بس وكل حاجة هاتبقي تمام .
أنا : إن شاء الله

---------------------------------------
استعد للنزول في يومي الأول بدون الحجاب .. أتجه الي غرفة أختي التي تعلم بالحادي حتى اعرف رأيها في من دونه .. فيدور بيننا الحديث التالي
أنا : ايه رأيك ؟؟
هي : عادي يعني ما أنتي نزلتي بالطقم ده قبل كده !
أنا في سري : اللهم طولك يا روح .
انا : لا أنا بقصد على شعري.
هي تنتبه ..
ثم تجيب بتعجب : ايه ده هو أنتي ها تنزلي من غير ايشارب !!!!!!
أنا في سري : حلو .. بدأنا !
أنا : مش أنا خدت القرار و قلتوا ليا اني حرة .
هي بامتعاض : خلاص .. شكلك عادي !
أنا بإحباط : شكراً .
ثم التقط مفاتيحي وامضي لقضاء مشاويري .
---------------------------------------
في طريقي ألاحظ بعض النظرات الوقحة ..
لاحظوا معي أنى قد خرجت مبكراً " وقت الدوام "
وان ملابسي بالحجاب هي نفسها من دونه لم تتغير بالطبع !
شاب يسير مع أمه .. وأنا في انتظار سيارة أجرة .. ينظر إلى ويتفحصني ويتمعن في وقاحة وعلى وجهه ترتسم ابتسامة بلهاء .
أتمشى في شارع مدرستي القديمة بعد تسوقي .. فأمر على شابين واقفين عند عربة .. صمتا حين عبوري وأمعنا في النظر .. فأسرعت من خطواتي حتى لا اسمع ما لا يعجبني !
فتاة محجبة سائرة تنظر لي بامتعاض !!
الملاحظ أنى في المعتاد .. كنت لا أقابل تلك المواقف .. يا مرحب بالمعارك !

---------------------------------------
عودتي في يومي الأول من دون قطعة القماش البالية .. أتبادل مع أختي الحديث وحدنا في غرفتها كالعادة عن ماذا فعلت و أحضرت .. وهكذا ، ثم فتح الموضوع مرة أخرى منها تلك المرة .
هي : بس على فكرة شكلك من غير حجاب مش حلو خالص ..!
أنا : شكراً .. بجد كنت محتاجة مساندة في قراري ومنك أنتِ بالذات وللأسف ملقتهاش !
هي : مساندة في ايه .. إحنا اتفقنا أنى مش هاتدخل في إلحادك .. بس الناس والمجتمع !
أنا في سري : الطاسة تحرق المجتمع وتقليه !
أنا : مجتمع ايه ..!
طظ في المجتمع .. لما قلعت الحجاب قلعته علشاني مش علشان المجتمع .. أنا مش بعرف أنافق !
ولا أنتِ عيزاني أنافق نفسي قبل المجتمع ..؟؟!
هي : أنتِ قلبتيها ثورة ولا ايه ..
يعني يعجبك لما الناس تتكلم عليكي ..؟!!
فاكرة لما ***** قلعت الحجاب .. فاكرة الناس قالت عليها ايه !!
أنا : يقولوا اللي يقوله طظ فيهم ..!
محدش منهم عارف حاجة عني او عن حياتي .. وبعدين أنا مبعملش حاجة غلط والكل يشهدلي بكده .
هي : ايه بابنتي .. أنتي بتحاربي !
أنتي سئلتني رأيي وأنا رديت عليكي
أنا : أنا مسئلتكيش أصلا .. وعموما كل اللي طلباه يا تقولي حاجة كويسة يا متقولش وخلاص
هي : يعني اكدب !
أنا : بقولك ايه انا تعبت بجد .. عندك حاجة كويسة .. اوكي مش عندك ياريت بلاش تتحفيني بتعليقاتك لاني مش محتاجاها في الوقت الحالي ..
أنا مطلبتش كدب .. كل اللي طلبته كان مساندة مش اكتر .. أو صمت .
هي : انتي حرة مش هاتكلم تاني .

تنتهي المشادة .. وتذهب كل منا الي حجرتها !
---------------------------------------
نتحادث عن أمر ما يجب أن نفعله سوياً ..
أنا : يوم ***** أنا مشغولة .. خارجة مع *****
هي :مقولتيش يعني .
أنا : أنا قايلة من يومين !!
هي : مش مشكلة .. بس هاتنزلي بشعرك برده ؟
أنا في سري : اللهم اطولك يا روح .. اللات تهدي .
أنا : طبعاً !
هي : برده !
مش خايفة من ربنا ..؟!
انظر لها بذهول ثم اضحك من المفاجأة ..
أنا : ربنا ايه يابنتي .. الله يرضا عليكي !
ولا اقولك بلاش كلام بجد .. لا تزعلي
هي بتأفف : اه نسيت ..
طيب ****** و****** ها تواجهيهم ازاي
أنا :غريبة جدا .. وهما مالهم أصلا .. هو حجابهم هما ولا حجابي أنا .. مش ده مظهري أنا برده وأنا حرة فيه !!
هي بهجوم : والمجتمع .. كده هاتبقي منبوذة .
أنا في سري : مش هانخلص !
أنا : اوكي مش مشكلة ..
هي بغيظ : بقولك ايه أنتي حرة !
وأنا مالي .. أنا نصحتك وخلاص .
أنا ببرود : طيب
ثم يعود الحديث الي مساره الاول .
---------------------------------------

في الحقيقة أنا لا أدين أو أحاكم من تتحجب .. فأنا أرى أن المظهر الشخصي من ضمن حرية الإنسان وحقه .
لقد وضعت من قبل رأيي في الوجه الأخر للحجاب .. ليتسنى لم ترتديه أن تراه من كل الأوجه والقرار هنا يبقي لها وحدها .
لكن ما يدهشني هو كل التغيرات التي طرأت في تفكير المجتمع لدرجة التحكم في مظهر إنسان ما ..بأسم الدين والأخلاق سوياً !
ومدي تأثير ذلك في حياتي أنا .. والصراعات التي سوف أخوضها من اجل حقي فقط في أن ارتدي ما أريد .
الهدف ليس ترك تلك القطعة السخيفة الملونة بألوان زاهية لتجذب ضحاياها .
الهدف هو ترك حجاب المجتمع للمرأة !
الثورة من أجل حقوق المرأة الضائعة بسبب هيمنة الرجل عليها والعادات والتقاليد . والعيب !
فأنا إنسانة .. لا مجرد جسد !
سوف أكمل بالطبع باقي الأحداث في الجزء القادم بإذن الطاسة .


الجزء الاول من هنا أو هنا