الاثنين، 8 فبراير 2010

!!!(3)مذكرات ملحدة ... محجبة

تنويه هام : كالعادة هي مذكرات حقيقية تخصني وحدي .. مع التغير قليلاً من اجل المحافظة على شخصيتي الحقيقية .. لا يوجد عندي مكان
لمناقش لقضية الحجاب أو الدين الإسلامي .. أو لغاضب ساخط يتمني لي الموت أو الحرق أو يتهمني بالتدخل في أمور لا تعنيني لمجرد مناقشتي لقضية تمس حياتي -رغماً عن تركي للإسلام ! - وحياة الكثيرات في مصر

مقدمة ...

تصورت لسذاجتي بأن الأمر قد انتهى ..
وكنت انوي تقديم اعتذار بعدم كتابة باقي الأحداث لتوقف المضايقات لفترة قصيرة .. لكني اعلم الآن انهم سيظلون حاضرون دوماً ليذكروني بأن فرصتي في الزواج قد تناقصت .. أو أن سمعتي تلوكها الألسنة .. أو أن الإله سيصب جام غضبه علي رأسي لعدم امتثالي لأمره ..

قد تكون مجرد مضايقات بسيطة لخصوصية ظروفي واستقلالي نوعاً على عكس الكثير من الفتيات في وطني
لكنها تؤثر في بالطبع خصوصاً أنها مؤشر لرفض المجتمع نفسه لتاركة الحجاب ..
و تمثل ضغط نفسي عليّ أيضاً يظهر في شكل كذب صديقتي الحميمة أمام أهلها من اجلي حتى لا يضايقني أحدهم بكلمة على اعتبار أنى بمثابة أخت لها بالنسبة إليهم
وصديقة أخرى ظلت غاضبة مني لأنها على حد تفكيرها خائفة من أن يعذبني الإله لكشف شعري و أيضاً في حوار غاضب مع قريب انتهى بتكفيري ضمنياً .. مع تمنياته لي بالهداية حيث أنى بعيدة بالطبع عن سطوته
لذا ها هي مذكراتي من جديد مليئة بالمرارة .. مجرد رصد صغير لواقع التحكم والضغوط الواقعة على الأنثى هنا في وطني ..

--------------------------------------
زيارة من صديقتي المقربة " ه" في منزلي .. واستعداد للخروج ومقابلة صديقة مقربة أخرى " م"
(ه) : خلاص قلعتي الحجاب
أنا : إيه بابنتي ..أنتي لسه فاكره ؟!
(ه) : عملتي اللي في دماغك برده ؟!
أنا : ما أنتي عرفاني أنا طقه وطالما مش عايزة البسه مش هالبسه !
نظرة شك صامته منها ثم ننطلق في طريقنا إلى محطة القطار النفقي
حينما تراني الصديقة الأخرى (م) تغضب .. ثم تسلم بفتور
اسألها كما لو أني لا اعرف أسباب غضبها
أنا : مالك ياقمر هو أنا مزعلاكي ولا إيه ؟؟
(م) تزفر وترد : يعني مش عارفة !
أنا : علشان الحجاب يعني ؟!
(م) : بصراحة أنا زعلانة منك أوي .. يعني ربنا هداكي ومصدقنا لبستيه .. وبقالك فترة بيه .. تقليعه دلوقتي
أنا : مش مرتاحة فيه نهائي يعني اضحك على ربنا ..؟؟
وبعدين أنا مش بصلي أصلا وناقصلي كتير .. مش هاتيجي على الحجاب يعني !
(م) : وكمان الصلاة ما هو انتي صاحبتي وأنا بحبك ومش حابة أني أشوفك كده
صديقتي الأخرى (ه) في محاولة بتخفيف الوضع : ما هي ممكن ترجع ليه تاني عن اقتناع المرة ديه ...
أنا اخذ كلامها واكمل لاغلق الموضوع فلست بحاجة لخسارة أصدقائي حالياً !
أنا : ايوووه بالظبط .. لما اقتنع بيه هابقى البسه تاني وماله
(م) تنظر لي شذراً مردفة : طيب زي ما تحبي
بالطبع صعدنا للقطار .. هي صامتة وأنا و (ه)نثرثر كالعادة لكن لم أحاول جرها للحديث حتى لا يفتح الموضوع ثانية لكنه بالطبع فتح في اكتر من موقف بعد ذلك ولو بطريقة مستترة قليلاً ..

--------------------------------------
نستعد للذهاب لفرح صديقة قديمة .. ومعي بالطبع صديقتي (ه) وقريبة لها
قريبة (ه) لازلت صغيرة نوعا في الصف الأول الإعدادي " تقريباً ".. محجبة منذ فترة لا بأس بها
تنظر لشعري المصفف بحسرة ثم تقترب مني قائلة : بفكر اقلع الحجاب ..
أنا : ليه ؟
قريبة (ه) : علشان اعرف البس اللي أنا عيزاه
انظر لها في حزن .. فهي لازالت تبدو صغيرة.. ثم أردف في حذر: زي ما تحبي ده قرارك طبعا
واصمت حتى لا اتهم باني أشجعها على تركه ...

--------------------------------------
(ه): تصدقي أنا بفكر اقلع الحجاب
أنا : يامجنونة من امتى ده ؟
(ه) : أنتي نسيتي أني طقه زيك ولا إيه
نضحك سويا .. واسعد قليلا لأنها بدأت في تقبل وجهة نظري و أتذكر قول صديق بأن قراري قد يؤثر على بعض من اعرف ..
(ه) بس مش عارفة أوصلهم ده ازاي ؟!
لمعرفتي بطبيعة عائلتها أرد قائلة
أنا : أنا موضوعي مختلف تماماً .. وهما عارفين كده كويس .. إنما أنتي الضغط أقوى ومشكلتك أكبر .. بس عموما جربي تفتحي الموضوع
(ه) : انا فتحته من كذا سنة ومرديوش وقتها خالص !
أنا : لما تستقلي بحياتك هاتقدري تعملي اللي أنتي عيزاه طبعا
(ه) بغموض : لا اكيد هلاقي صرفة
ثم نغلق الموضوع وننشغل بالنميمة المعتادة

--------------------------------------
في زيارة عائلية وتجمع كبير لنساء العائلة تنظر لي قريبة في اهتمام لما أرها منذ " عزومات" رمضان أي قبل خلعي الحجاب مباشرة ..
.. ثم تستوعب أني تركت الحجاب .. فتقول لي : إيه ده أنتي قلعتي الحجاب ؟!!
أنا في سري << " يادي النيلة .. ابتدينا ! " >> ثم أرد عليها : يااااااااه انتي لسه فاكره .. من زمان يا بنتي ...
هي في عجب : ليه بس ؟؟
أنا : عادي مرتحتش فيه .. فتبدأ الانتقادات والتدخلات تنهال على رأسي من الجميع .. باسم الحب والمصلحة.. وأنا أتمنى أن يتذكروا أي إنسان آخر
لينشغلوا في " تقطيع فروته " بدلاً عني ! ضحكة 1
الجميل أن الانتقادات كانت من طراز لماذا أو حرام مع ثقة تامة في أن ما يقولوه هو الحقيقة المطلقة .. و انطلقت عبارات مثل .. لسوف تعلقي من شعرك .. وأماكن أخرى ضحكة 1 في النيران .. كما لو أن الإله " شغال جزار بعد الظهر .. وفاضي يحاسب اللي قلعوا رأسهم .. احم اقصد حجابهم !
ظللت ابتسم في هدوء .. كما لو انهم يتحدثون مع واحدة غيري .. حتى انتقل الحديث للدين ككل .. والحديث كان على غرار الشيخ فلان قال كذا .. والشيخ علان أفتى بكذا .. واغلق الحديث عني والحمد لطاستي الحبيبة

--------------------------------------
فتح الموضوع مع قريب متدين .. وفي نهاية ناقشنا التي أصررت فيه على أن أبدو قليلة العلم بموضوع الدين ونقطة الحجاب بالذات أمامه .. أصر على معرفة إذا كنت أؤمن بالحجاب على حد كلماته ..
كان ردي : معرفش .. ازاي يعني مؤمنة بيه ولا لا؟!
وإزاء إصراره وتصاعد حدة النقاش ، تأتى أمه على حديثنا وأنا أرد بان الآية التي يستشهد بها .. كانت لزوجات النبي فقط .. فتنظر لي أمه في استغراب قائلة : أوعي تكوني بتؤمني بالناسخ والمنسوخ في القرآن !
أنا في سري .. أشطة !
ثم أرد قائلة- كما لو أني لا اعلم - : يعني إيه ناسخ ومنسوخ ؟؟
فتصمت .. ثم يحتدم النقاش اكثر حيث أصر أنا على أن فروض الإسلام خمسة فقط .. وهو يحور الحجاب ليصبح فرض " بالعافية " قائلاً : يعني الخمرة أتحرمت في القرآن .. هل لأنها مش فرض يبقى نشرب عادي !
هنا تلاحظ الأم نظرات الضيق على وجهي ..فتنهى النقاش بتغير الموضوع فوراً .. مع التلميح لابنها باني خارج سلطاته .. وليس له إلا أن ينصحني فقط ..

--------------------------------------

الرصد السابق كله لا يعني شيء بالنسبة للكثيرات الواقعات تحت سيطرة الحجاب على المجتمع من ناحية .. والقدسية الخاصة بالدين من ناحية أخرى .. وهي الأهم في رأيي !
اصبح الحجاب للمجتمع مثله مثل العذرية وارتباطها بالشرف والعفاف.. نفس النظرة التشيئية المحقرة التي اعتدنا عليها من مجتمع سيطر ذكوره عليه .. وتوقفت النساء فيه عن المحاربة من اجل نفسها .. وارتاحت في ذلك الوضع المهين بل و أصبحت تشجع عليه وتدافع عنه ..

لست بصدد مناقشة الأسباب أو حتى العلاج هنا لأني قصدت نقل تجربتي الخاصة ..ولاعتقادي بان نقل التجربة في حد ذاتها .. قد يساعد من لم يجرب بعد دون الخوض في المرارة والمعانة المحاطة بها
لا احمل شيئاً ضد الحجاب .. فلازالتُ احتفظ عندي بأكثر من واحد .. إما لأنهم هدايا من أعزاء .. أو حتى كذكرى ..
ولا احمل شيئاً ضد من ترتديه .. فأنا أرى أن الملبس مسألة شخصية تماماً ولا يحق لأي إنسان التدخل فيها إلا صاحبها .
لكني أريد ذلك المنفذ من الهواء .. ذلك المنفذ من الحرية للمرأة في وطني .. أن لا يتدخل مجتمعنا في كل صغيرة وكبيرة للمرأة .. أن لا تجبر على ملبس معين .. أو تفتقد دعم الأهل والأحباء فقط لأنها اختارت أن تكون حرة في مظهرها .. أن لا تتسبب قطعة قماش في إيقاف حياتها !
وبصراحة .. تثير أعصابي فكرة أن يؤثر ملبس المرأة فقط على عقل العامة .. فلا يعود لهم هم إلا فلانة لبست الحجاب إذا فهي صالحة .. وفلانة تركت الحجاب إذا فهي طالحة !
بعيداً عن الإلحاد والدين .. لن أطالب مرة أخري بحريتي فالحرية لا تعطى .... الحرية تؤخذ ولو بخطوات صغيرة تتسع مع السعي لها.. فيكفيني حالياً تلك الخطوة في إعلان استقلالي والتي تتسع وتتسع الأن حتى تصبح لي حياتي الخاصة مستقبلاً ..
فآنا لم اعد محجبة .. سواء بقطعة قماش ملونة تميزني عن أي فتاة طبيعة .. أو حتى بحجاب عقلي وداخلي ..
لم يعد داخلي سواي ..
أنا فقط مع نظرة مشرقة لأني إنسانة كاملة و قادرة على فعل أي شيء ،، فقد امتلكت حريتي أخيراً !


مذكرات ملحدة ... محجبة ..!!!
مذكرات ملحدة …. محجبة (2) !!!!